عـــــيـــــــــن حـــــــــــــرودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عـــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــن حـــــــــــــــــــــــــــــــــرودة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأسرة واكتساب القيم والعادات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dalou3a
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
dalou3a


انثى
عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 20/11/2007

الأسرة واكتساب القيم والعادات Empty
مُساهمةموضوع: الأسرة واكتساب القيم والعادات   الأسرة واكتساب القيم والعادات I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 18, 2008 5:08 am

تعد الأسرة السليمة المؤسسة المكملة لنسيج البناء التحتي لأي مجتمع من المجتمعات، لذا فإن التعرف على الأبعاد الأساسية السائدة داخل الأسرة يعطينا مؤشرات واضحة نحو أساليب اكتساب القيم والعادات والمحافظة على المعتقد الديني وانتقاله من الآباء إلى الأبناء، لينساب بشكل طبيعي بعيداً عن القسرية، وأنماط الضغط في التربية لاكتساب هذا المكون الأساسي، فالأسرة المتمثلة في الأبوين هي المسؤولة عن بث روح المسؤولية واحترام القيم، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ومعايير السلوك فضلاً عن المحافظة على حقوق الآخرين واستمرارية التواصل ونبذ السلوكيات الخاطئة لدى أبنائها مثل التعصب الذي يعده البعض اتجاهاً نفسياً جامداً ومشحوناً وانفعالياً، وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينياً، أو التقرب منها يعد عدواناً على حقوق الغير، فمن أجل ذلك ينبغي التعامل مع أسس القيم المرغوبة على أنها سلوكيات صحيحة، والتعامل معها بثبات لتترسّخ قواعد هذا النظام، وهذا يتطلب من الكبار الذين يتعاملون مع الطفل أن يكونوا القدوة والمثال في هذا الشأن فعلاقة الوالدين أحدهما بالآخر لها الأهمية الكبرى في نسق اكتساب القيم من خلال التربية، وتوافقهما يحقق للأبناء تربية نفسية سليمة خالية من العقد والمشكلات التي لا تبدو واضحة للعيان آنياً، وإنما تظهر نتائجها بشكل واضح مستقبلاً، فإشباع حاجات الأبناء من قبل الأبوين يخفف إلى حد ما من درجات التناقض في التربية، فضلاً عن تحقيق التماسك الأسري واستقراره؛ حيث بالإمكان أن يسود جو العلاقات الخالي من التشاحن والخلافات، خاصة بين الأبوين، فزيادة التناحر والصراع بينهما ينعكس تماماً على الأطفال مباشرةً ويترك آثاراً نفسية مؤلمة، ويصيب الأطفال باختلال في التوازن الانفعالي والنفسي، ويهدد أمن الطفل وسلامة حاجاته للانتماء عندما يشهد هذا الصراع، ويسمع ألفاظاً قاسية لا يستطيع أن يهرب من آثارها النفسية، فقد تؤدي هذه العلاقات بين الوالدين إلى أنماط من السلوك المضطرب لدى الأطفال كالغيرة والأنانية والخوف وعدم الاتزان الانفعالي.
أما القيم التي تعلمها الأسرة لأبنائها فهي عبارة عن مفاهيم تختص باتجاهات وغايات تسعى إليها، كاتجاهات وغايات جديرة بالرغبة، وتعد القيم بمثابة المعيار المثالي لسلوك الفرد، ذلك المعيار الذي يوجه تصرفات الفرد وأحكامه وميوله ورغباته واهتماماته المختلفة، والذي على ضوءه يرجح أحد بدائل السلوك، وأن الفعل أو السلوك الذي يصدر عنه وسيلة يحقق بها توجهاته القيمية في الحياة، لذا تعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية في اكتساب الأبناء لقيمهم، فهي التي تحدد لأبنائها ما ينبغي أن يكون في ظل المعايير السائدة ، ومن القيم التي تكسبها الأسر المسلمة لأبنائها السلوكيات الاجتماعية المتعلقة بالأخلاق والدين والتعامل مع الآخرين وآداب المجالسة والوفاء والإخلاص، فقد قال الإمام علي(ع) : (لأخيك عليك مثل الذي لك عليه) وقال أيضا: (من لانت كلمته وجبت محبته)، فالدين إذاً نسق قيمي، ذو نسب متفاوتة ومتباينة نسبياً، فالأشخاص الذين تتميز تربيتهم بالقيم الدينية وتتسم سلوكياتهم بسمات مثل الطاعة، الأمانة، التسامح، التعاون، الوفاء.. الخ، وعلى العكس تماماً فيما يتعلق بالأشخاص الأقل تديناً أو تتم تربيتهم بسمات أخرى ليست دينية بحتة، فإن القيم السائدة لديهم تكون عادة القيم الوسيلية الخاصة، فهي تختلف عن الأولى بفروق نسبية، من حيث الدرجة.
إن التربية في المجتمع الإسلامي بنوعيها؛ التربية القائمة على القيم الدينية، والتربية القائمة على القيم الدينية المتسامحة، فإنها تكاد تتشابه في معظمها، حتى كادت المسحة أو السمة العامة للسلوك الشخصي لأفراده المتشددين أو الأقل تشدداً على القيم تختلف في الدرجة، ولكن في النتائج تتغلب القيم الدينية الإسلامية في قوة التماسك والترابط الأسري والاجتماعي، فهي الأكثر ثباتاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسرة واكتساب القيم والعادات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عـــــيـــــــــن حـــــــــــــرودة :: المنتديات الدينية :: مواضيع دينية-
انتقل الى: